إبداعات شباب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصه للاديب حسين السنونه

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

قصه للاديب حسين السنونه Empty قصه للاديب حسين السنونه

مُساهمة من طرف ~( أبو علي )~ الإثنين يوليو 23, 2007 9:17 am

قصه للاديب حسين السنونه 1175804237منقول من شبكة راصد الاخباريه


لم أؤمن يوما من أيام حياتي النشوى بسؤال شؤم.. كلمة شؤم.. يوم شؤم.. شخص شؤم.
في احد الأيام عند رجوع زوجتي من التسوق أحضرت معها لباس الأموات.
«كفنا» مكتوبا عليه آيات.. دعاء..أحاديث..أسماء عباد صالحين..
«نريد أن يكون كفننا جاهزا لا نريد أحدا أن يتصدق علينا بكفن».
هكذا ردت على سؤالي..استغرابي المرسوم على الوجه..استفساري المخيف الحزين.. صراخي الصوتي المجنون.
لماذا لا يكون لي خيار الحياة, الولادة، ساعة الموت. لماذا ألبس الكفن عند الموت!! ألا يمكن أن أدفن عاريا كما خلقني ربي، ارتدائي أجمل الملابس ألا يكون أفضل!!
أصاب رأسي الدوار.. بشكل سريع سرعة هروب الشمس من قدوم ليل حزين.. تذكرت كل محطات حياتي.. ما فعلته.. ما قلته.. تذكرت قبل سنوات.. أيام.. أسابيع.. أشهر.. أيام الصبا.. ربيع الشباب..وبداية غزو الشيب حديقة رأسي السوداء.
تذكرت أمي عندما قبلت رأسي وأنا أترك باب البيت مفتوحا للذهاب للمدرسة..
أبي وهو يلف يدي بساعة غالية الثمن ويوقع شهادة التفوق الدراسي.. أختي الكبيرة تطلق على ابنها الأول اسمي تيمنا بأخيها الوسيم، الذكي، المتفوق. أخي الكبير وهو يراقب تصرفاتي والكتب التي أحضرها للبيت، الصراع الديني..الفكري الأخلاقي ما بيني وبينه.
بنت الجيران «سلافة» التي قذفت للحياة قبلي ،كانت تعترف بحبها لي، ماتت وهي تنتظر «رجوعي» بل «هروبي» إلى «.....».
القبلة المحرمة التي طبعتها فتاة لغتها عربية، صوتها جبلي، لونها فرنسي، في أحد خدودي، فما كان مني إلا أن رددت التحية بأحسن منها‍.
ابنة عمي التي احتضنتها في غفلة من العالم، وعدتها بالزواج، الحب، الحياة المختلفة عن حياة المدينة والقرى، لكن عند رجوعي من «السفر»..«الهروب الكبير» كانت أما وفي طريقها أن تكون جدة، وحتى اجعلها تعيش الذنب والقهر سميت ابنتي «جمانة».
تذكرت ما فعلناه بأحد الأساتذة في الجامعة وتشويه لسمعته عبر كتابات على الجدران ومنشورات، انتقاما منه لبعض الأفكار التي كان يطرحها أثناء الدروس في الجامعة، بعد سنوات اكتشفنا أننا كنا نعيش في كهف لا تضيئه كل شموع العالم، والأستاذ كان هو الشمعة التي كانت تحاول أن تضيء الكهف!!
تذكرت تلك العائلة التي عاشت الضياع بسبب مكالمة من أحد الأصدقاء واتهام رب العائلة بأنه «عميل» للعولمة الغربية؟
أعترف أن هناك أمورا وأسرارا حتى مع نفسي لا أستطع أن أتذكرها!!.
أخذت نفسا عميقا، وضعت كلتا يدي على وجهي، توقف الدم عن التدفق في جسدي، بين العروق.. الحروف ,الكلمات ماتت.. تعطلت كل خلايا العقل فلم تعد ترسل أو تستقبل.. عيني موجودة فقط في بطن وجهي «مبحلقة» لا ترى شيئا أمامها.. أنفي أصبح باردا برودة جثة هامدة..
«كفن» يعني الموت.. الرحيل.. إلى عالم سمعت عنه الكثير الكثير.. لماذا..كيف.. متى.. أين؟!!
الموت الفلسفة التي لم أفهمها بعد.. الكأس الذي سيشربه جميع البشر.. الحيوانات. النبات ويقال حتى الجبال..حتى الباشا ملك الموت سيموت.
كيف سأموت طبيعيا، وأنا نائم بعد يوم متعب من الهرولة وراء السراب الخلود. وثرثرة.. أتناول أطباق الطعام الشهي من يد زوجتي ،بين أطفالي..ربما وأنا أقود سيارتي ذاهبا لإحدى السهرات المضحكة..سأموت مقتولا من سيقتلني..رصاصة.. خنق.. تفجير..فقد كثر عشاق الدم في زماننا..هل سأبصر من يغسلني ،كيف؟ وأي نوع من المياه سيغسلني بها؟.. يلبسني لباس الأموات الكفن..يحملني ليرمي بجثتي في بطن الأرض يطمرون الحفرة بباقي تراب وحجر..بعدها يرحلون عني.. سيفرح البعض ويحزن البعض عند سماع خبر زفاف موتي..
أتمنى منهم أن يحملوا إلى قبري مكتبتي الصغيرة.. وأوراقي التي قذفت عليها وفيها وبين الأسطر بعض كتاباتي. جنوني..أمراضي..اعترافاتي أنني لم أكن سعيدا في حياتي قبل أن ألبس الكفن الأبيض.
الكفن الأبيض.. أتذكر احد أصدقائي عندما سألته.
لم أرك تلبس اللون الأبيض أبدا منذ علاقتي بك.
كان يفاجئني بالرد.. اللون الأبيض هو آخر لباس يغتصب جسدي.
تمنيت أن تلك النطفة لم تقذف، ولم أوجد في كون ليس فيه ما يفرح.
خروجي للكون مع البكاء، رحيلي للقبر المتوحش مع البكاء، وحياة كلها موت كلها أحزان من صنع الإنسان.
لماذا أموت ؟! أريد أن أعيش.. أسافر.. أزوج أبنائي..احتضن أحفادي.. أريد أن تستمر الحياة مع زوجتي.. أحب تقبيل يدي أمي والحديث مع عماتي الجميلات.
عماتي الجميلات كم سأكون محسودا ،كل الجميلات يبكين على قبري، متأكد أن أحد أصدقائي سوف يكتبها.
«صديقي الراحل هنيئا لك فكل الجميلات بكين على قبرك الرملي، فحولنه بدموعهن إلى نهر أبيض أتمنى أن اغتسل منه».
أحب شوارع مدينتي.. بحرها.. نخيلها..
رفعت بصري من على الكفن.
تركت كل شيئا
حملت جسدي الذي تقوس
أجبرت قدمي خائرة القوى
على خطوات مصابة بانكسار يعاني منه صاحبه
نحو السرير الأبيض..

~( أبو علي )~
عضو جديد
عضو جديد

ذكر عدد الرسائل : 14
تاريخ التسجيل : 23/06/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصه للاديب حسين السنونه Empty رد: قصه للاديب حسين السنونه

مُساهمة من طرف first girl الأحد يوليو 29, 2007 2:01 am

مشكوووووووووووووووووووووووور اخوي على الموضوع الرائع......
first girl
first girl
عضو نشيط
عضو نشيط

انثى عدد الرسائل : 108
تاريخ التسجيل : 21/06/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصه للاديب حسين السنونه Empty رد: قصه للاديب حسين السنونه

مُساهمة من طرف ~( أبو علي )~ الخميس أغسطس 09, 2007 11:46 am

مشكور على الموضوع الحلووو

~( أبو علي )~
عضو جديد
عضو جديد

ذكر عدد الرسائل : 14
تاريخ التسجيل : 23/06/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصه للاديب حسين السنونه Empty رد: قصه للاديب حسين السنونه

مُساهمة من طرف ام حيدر الأحد أغسطس 12, 2007 8:32 am

موضوع جميل بالتوفيق
ام حيدر
ام حيدر
عضو جديد
عضو جديد

عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 11/07/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصه للاديب حسين السنونه Empty رد: قصه للاديب حسين السنونه

مُساهمة من طرف أبو سعيد السبت مارس 21, 2009 12:11 am

~( أبو علي )~ كتب:مشكور على الموضوع الحلووو

الحين انت اللي كتبت الموضوع ليش تشكر روحك Shocked
هههههههههههههههههههه
أبو سعيد
أبو سعيد
الإدارة
الإدارة

عدد الرسائل : 51
تاريخ التسجيل : 20/06/2007

https://ebda3at.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى